Friday, November 29, 2013

د.هاني الحسيني: شهادتي حول أحداث 28 نوفمبر ٢٠١٣ بجامعة القاهرة - استشهاد محمد رضا

حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر اتصلت بي إحدى الزميلات من كلية الآداب وقالت أن الشرطة تطلق الغاز داخل الجامعة وفي ساحة كلية الآداب (خلف المبنى الرئيسي للكلية). بالصدفة كانت معي د. ليلى سويف فتوجهنا معاً إلى المدخل الرئيسي للجامعة، حيث كانت هناك مظاهرة طلابية داخل البوابة.
 
ما رأيته بنفسي:
 
عند وصولنا قابلنا نائب مدير أمن الجامعة الذي كان ثائراً بسبب تصرفات الشرطة وقال لي أنه يشهد بأن الطلاب لم يصدر عنهم تجاوز أثناء مسيرتهم داخل الجامعة، وأنه لا يعلم ما حدث خارج الجامعة لكنه لا يبرر ضرب الغاز داخل الحرم الجامعي.
تحدثت مع بعض الطلاب وفهمت منهم أنهم خرجوا للتظاهر أمام البوابة الرئيسية للجامعة فقامت الشرطة بضربهم بقنابل الغاز، وعندما دخلوا إلى داخل الجامعة استمر ضربهم بالغاز داخل الجامعة.
حاولت إقناع الطلاب بعدم الخروج لمواجهة الشرطة، لكنهم كانوا في درجة عالية من الاستثارة وكان من الصعب مجرد التحدث معهم.
بعد قليل عاود الطلاب الخروج للتظاهر أمام الجامعة وأعادت الشرطة الهجوم عليهم بقنابل الغاز فانسحب الطلاب لداخل الجامعة وطاردتهم الشرطة بقنابل الغاز داخل الجامعة. شاهدت ذلك بنفسي.
تكرر هذا الأمر مرة أخرى، لكن في تلك المرة سمعنا أصوات تختلف عن أصوات إطلاق قنابل الغاز وتوقع البعض أن تكون طلقات خرطوش.
من الواضح أنه كانت هناك مظاهرة أخرى في كلية الهندسة على الناحية المقابلة من الشارع وأنها عوملت بنفس الأسلوب، ويبدو أن ضرب الخرطوش بدأ ضد مظاهرة كلية الهندسة.
في المرة الثالثة رايت بنفسي أفراد شرطة يقتربون من الباب ويصوبون بنادقهم إلى داخل الجامعة ويطلقون طلقات (غالباً طلقات خرطوش).
 
الاتصالات:
 
خلال كل تلك الفترة كنت أحاول الاتصال بالدكتور جابر نصار الذي كان تليفونه مغلقاً ولم يكن موجوداً في الجامعة. وحسب تليفوني كانت أول محاولة الساعة الثالثة وثلاث دقائق وآخر محاولة فاشلة الساعة الرابعة و أربعة دقائق :)
الساعة الرابعة وخمسة وعشرين دقيقة حاولت مرة أخرى فرد علي د. جابر ولم يكن على علم بما يدور في الجامعة، وأبلغته بأن الشرطة تطلق الغاز والخرطوش على الطلاب داخل الحرم الجامعي، فأجابني بأنه سيتصل فوراً بمدير أمن الجيزة.
قبل ذلك (الساعة الرابعة وخمس دقائق حيث كنت قد يئست من الاتصال بالدكتور جابر) اتصلت بالدكتور حسام عيسى، وطلبت منه بذل المساعي لوقف تصرفات الشرطة، فأجابني بأنه سيتصل فوراً بوزير الداخلية.
 
الشك في مقتل الطالب مصطفي عصام - كلية الحقوق
 
في تلك الأثناء صعدت إلى مكتبي لعدة دقائق ثم مررت على د. ليلى سويف فوجدت عندها طالب في حالة إنهيار ومعه بعض زملائه وكان الطالب يقول أن زميله قد قتل أمام عينيه، لكن بإعادة سؤاله عما حدث فهمنا أنه رأى زميله يصاب بطلقة في وجهه في منطقة العين، وسقط وقام أفراد الشرطة بجره وأخذه إلى سيارة الشرطة، الطالب الذي أصيب (أو قتل) من كلية الحقوق وإسمه مصطفى عصام.
 
عدت إلى مدخل الجامعة، وفي الطريق مررت على سيارات الإسعاف التي كانت متجمعة أمام قسم الكيمياء وسألت المسعفين عن حالات الإصابة بالخرطوش فأكدوا لي وجود خمس مصابين بالخرطوش على الأقل، لكنهم قالوا أنها لم يكن بينها إصابات خطيرة أو قاتلة.
 
قتل الطالب محمد رضا - كلية الهندسة:
 
أمام القبة وجدت مجموعة من الطلاب يحكون عن مقتل طالب من كلية الهندسة إسمه محمد رضا، القصة التي رواها أحدهم (والتي ثبت بعد ذلك صحتها) أن الطالب أصيب بطلقة كما كان يعاني من الغاز، فأخذه أحد زملائه في سيارته ليتوجه به إلى مستشفى الطلبة، بعد خروجهم من كلية الهندسة وبجوار سور حديقة الحيوان استوقفتهم الشرطة وألقت القبض على السائق (أفرجوا عنه فيما بعد) وتركت الطالب المصاب في السيارة، وصل إليه أحد المسعفين بعد قليل فوجده قد فارق الحياة.
ما يرويه الطلاب أن محمد رضا اصيب داخل الكلية، وما يدعيه الأمن أنه قتل خارجها. لكن هل هذه هي القضية؟
بعد فترة (حوالي الساعة الخامسة والربع) اتصل بنا أحد الطلاب وقال أن السيارة التي بها جثمان الطالب محمد رضا مازالت موجودة في مكانها أمام سور حديقة الحيوان، ذهبت أنا ود. ليلى سويف ومعنا عدد من الطلاب ووجدنا تجمعاً من الشباب حول السيارة، ووالد القتيل واقف بجوارها في صدمة، وبعد أخذ ورد اقتنع الوالد المكلوم باستدعاء الإسعاف لنقل الجثمان للمشرحة حتى يتم إثبات سبب الوفاة.
 
إصابة الطالب عصام جمال الدين (أو جمال عصام الدين ... للأسف لست متأكداً من الإسم): - كلية الهندسة أيضاً:
 
أثناء تواجدنا أمام القبة بين الرابعة والنصف والخامسة رأيت أحد أفراد الأمن مصاباً بالخرطوش في يده، وقال لي أننا يمكن أن نذهب لكلية الهندسة للتأكد من إصابات الطلاب هناك أو مقتلهم (لم نكن قد تأكدنا بعد من وفاة الطالب محمد رضا)، في كلية الهندسة تحدثنا مع بعض أفراد الأمن فذكروا لنا أن طالباً إسمه عصام جمال الدين أصيب بطلقة اخترقت جانبه وأنه نقل إلى القصر العيني، اتصلت بالزميلة الدكتورة عبير عبد الحافظ وطلبت منها متابعة الموضوع مع الزملاء في كلية الطب، وبالفعل اتصلت بيأ.د. مجد قطب حوالي الساعة السادسة وقالت لي أن الطالب مصاب فعلاً بطلق ناري وربما إثنين وأنه في غرفة الجراحة، ثم أعادت الاتصال بعد ذلك وأفادتني بأن حالته غالباً مستقرة.
 
الشك في إصابة (أو مقتل) طالب آخر من كلية الهندسة إسمه إسماعيل:
 
روى الطلاب أن طالباً بالفرقة الثانية قسم طيران إسمه إسماعيل قد قتل، لكن بعضهم تدخل وقال أنه لم يقتل وإنما تم نقله للقصر العيني مصاباً. الزملاء في القصر العيني لم يجدوا مصاباً بهذا الإسم، وجاري البحث عنه في الأقسام والمستشفيات.
 
ملخص:
 
الشرطة لم تدخل الجامعة لكنها هاجمت الطلاب والعاملين بالخرطوش والغاز (وربما الرصاص الحي) داخل الحرم الجامعي.
 أفراد الأمن الجامعي تصرف بمنتهى الالتزام والمروءة ... فلهم الشكر.

http://www.masrawy.com/News/reports/2013/november/29/5770539.aspx



11/29/2013 2:29:00 PM

 كتب- محمد أبو ليلة:

كانت الاشتباكات مشتعلة بين الشرطة والمتظاهرين، وعدد من طلاب كلية الهندسة يقفون أمام كليتهم لمشاهدة ما يحدث على بعد عشرات الأمتار من سور الجامعة، لكن في اللحظة التي  قررت فيها الشرطة أن تطلق قنابل الغاز، انتبه الطلاب لما يجري بعد أو وصل  دخان القنابل حتى مدخل المدرجات، وقتها كان الطالب محمد رضا عبد الجواد يتابع ما يحدث من بعيد – حسبما يقول موافقوه -، هناك من اختنق بالغاز وأخرين أصيبوا بطلقات خرطوش، مرت لحظات وجاء الدور على ''محمد'' الذي أصيب بطلقة نارية في الصدر أوقعته صريعا.

حاول زملاءه إنقاذه، ذهبوا به إلى مستشفى الجامعة، لكنه كان قد فارق الحياة، أحد المعيدين بالكلية هَمّ مسرعا وأحضر سيارته لينقل بها الضحية إلى مستشفى قصر العيني، لكن حينما ذهبوا إلى هناك أخبرهم أحد الأطباء أن روحه صعدت إلى بارئها، بعدها جاءت سيارة إسعاف واتجهت به إلى مشرحة زينهم لاستكمال الإجراءات هناك.
 ''مالوش'' في السياسة

محمد رضا أكمل عامه الـ 19 منذ 4 أيام فقط، كان الثالث على دفعته في السنة الأولى بقسم الكهرباء في  كلية هندسة القاهرة، ليس
  له علاقة بالسياسة.. حينما طلبنا منه يشارك معانا في مظاهرة كان يقول (مليش في السياسة).. كان يقف بعيد يشاهد الشرطة وهي تضربنا داخل الجامعة''، هكذا قال أحد زملاء محمد والذي شهد واقعة وفاته في تصريحات لمصراوي.
كانت مشرحة زينهم وجهتنا بعد مسرح الاشتباكات أمام جامعة القاهرة، وكان الصمت مسيطرا على الجميع، ووالدة الضحية في حالة نفسية يرثى لها، رفضت الحديث مع وسائل الإعلام، لكنها ظلت تردد تلك ''حسبي الله ونعم الوكيل''.
عدد كبير من زملاءه تجمعوا أمام المشرحة، انتظروا لأكثر من ساعتين كي تأتي النيابة وتأمر بتشريح الجثة، ظل والده في غرفة الأمن داخل المشرحة يتابع الإجراءات.
يقول خاله لمصراوي إنهم علموا بالحادثة في الخامسة عصر الخميس، وحينما ذهبوا لإحضار الجثة، رفضت سيارة الإسعاف نقله، كما أن مستشفى قصر العيني رفض استقبال الجثة.
أحد اقرباءه قال ''محمد مات مثلما مات من قبله شباب كثيرين، جميعهم قتل بدون سبب، لا أحد يعلم لماذا يُقتلون بهذه الصورة؟''.
أحمد عصام طالب بكلية هندسة وأحد زملاء الضحية في الكلية قال ''محمد كان يقف بعيدا يشاهد الشرطة وهي تطلق الرصاص علينا، احنا كنا متواجدين في مبني هندسة والذي يبعد عن سور الجامعة الرئيسي بـ 100 متر، كان عندي امتحان وقتها، لكن قنابل الغاز وصلت للمدرج، وتوقف الامتحان لفترة، نزلت لأرى ماذا يجري. رأيت الشرطة تطلق قنابل الغاز.. والطلبة تهتف ضدها''.
وتابع: ''ظلت الشرطة تطلق علينا قنابل غاز وخرطوش ونحن نهتف ضدها فقط، بعدها سقط محمد بطلق ناري، طلبنا الإسعاف لكن رفضوا، ذهبنا به إلى مستشفى الطلبة، وبعدها إلى القصر العيني ثم المشرحة''.
بينما قال أحد أصدقاءه يدعى مصطفى، وعلامات الحزن بادية على وجهه: ''محمد لم يكن يتحدث في السياسة مطلقا، كان يشارك معنا في الإضراب فقط باعتباره طالب، لكن عمره ما هتف ضد أحد بعينه، كان يساعد كل الناس، وكان دايما يقول لنا (مليش في السياسة)، كان مركز في دراسته وكان شاطر، لماذا قتلوه؟ ما ذنبه؟''.
طلق ناري
وعن بداية الأحداث داخل جامعة القاهرة يحكي أحد الطلبة شهود العيان على الواقعة أنه كانت هناك وقفة لطلبة في ميدان النهضة ضد ''الانقلاب'' وكانت هناك مدرعات للشرطة، وتابع: كان هناك طالب من الجامعة يصور الشرطة وهي تطلق الرصاص على المتظاهرين في الخارج، وعندما شاهده العسكري، نزل من المدرعة محاولا القبض عليه.. بعدها جاء هذا الطالب للجامعة، هربنا من الشرطة التي بدأت تطلق القنابل والرصاص داخل الحرم الجامعي، كان محمد رضا واقف بعيد لكن الشرطة أصابته بشكل عشوائي ومات''.
الطلبة أكدوا أن الشرطة استخدمت الرصاص الخرطوش، إلا أن نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي الدكتور حسام عيسى نفى في اتصال هاتفي على فضائية ''أون تي في''، استخدام قوات الأمن للخرطوش.
وقال عيسى ''اتصلت بوزير الداخلية فور علمي بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع من خلف أسوار الجامعة إلى داخلها، فقال لي أنه غير صحيح وأن الأمن تعرض للطلبة الذين خرجوا إلى الشارع، لأنها مظاهرة لم يتم الإخطار بها، وأن أقصى تسليح للشرطة المرابطة بمحيط جامعة القاهرة هو الرصاص المطاطي (اللي بيلسع)، يعني لا يوجد خرطوش بالمرة، فإذا كان طالب أصيب بالخرطوش فهذا ليس من الشرطة، حسب كلام وزير الداخلية لي، لأن الشرطة ليس لديها خرطوش''.
النيابة من جانبها، كشفت في التحقيقات التي باشرها المستشار حاتم فاضل، رئيس نيابة قسم الجيزة، أن الطالب توفي إثر تلقي طلق ناري في صدره وخرج من الظهر أودى بحياته في التو واللحظة.
كما أكد تقرير الطب الشرعي الذي حصل مصراوي على نسخة منه أن سبب الوفاة هي طلق ناري في الصدر ونزيف داخلي أودى للوفاة.